أنا أمير المؤمنين

ربّ وا معتصامه انطلقت
ملأت افواه الصبايا اليتّم

لامست اسماعهم لكنّها
لم تلامس نخوة المعتصم

أنا الإمام الذّي يقاتل من ورائه ويتقّى به
أنا الذّي إن لم يبايعني المسلمون ماتوا ميتة جاهليّة

أنا أمير المؤمنين
أنا الذّي لا ينقص الدّين وأنا حيّ
أنا من جيّش الجيوش من أجل عقال بعير كانوا يؤدّونه إلى رسوال الله صلى الله عليه وسلّم
أنا صاحب العهدة العمريّة
أنا أبو العيال
أنا الذّي جاب عمّال الزّكاة الأرض بحثا عن مستحقّ فلم يجدوه
أنا من خاطبت السّحاب يوما
أنا الذّي دكّت جيوشي عموريّة لاجل عرض إمرأة مسلمة عفيفة
أنا الذّي سحقت عاصمة بيزنطة تحت سنابك خيلي
أنا من كان عمل المضبع في جسدي أهون عليّ من التفريط بشبر من ارض المسلمين

ايّها المسلمون، أيّها المؤمنون
بغيابي غابت سيادة حكم الله عن الأرض
بغيابي افلت شمس عزّتكم
بغيابي ديست أقدس مقدّساتكم
بغيابي مزّقت بلادكم ودمّرت قيمكم
بغيابي أزهقت أرواحكم ورخصت دمائكم
بغيابي اغتصبت حرائركم
بغيابي حرمت الصّلاة في ساحات أقصاكم
بغيابي أصبحتم غثاءا كغثاء السيل لا راي ولاعزّ لكم بين الأمم

أهذا يرضي ربّكم ؟
أهذا يرضي نبيّكم؟
أهذا يرضي دينكم وأمّتكم؟
ألا تسعون أن تقتعدوا مقعدا يرضي عنه الله ورسوله؟
ألا تدخلوا التّاريخ من أوسع أبوابه فلا يغيب ذكركم؟
اتكرهون أن تفوزوا بعزّ في الدّنيا وجنّة عرضها السّماوات والأرض في الآخرة؟
ألم تعوا وتسمعوا قول ربّكم
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾
الأنفال27